واقع الكهرباء في فلسطين والربط الكهربائي العربي



تتزود فلسطين بحاجتها من الطاقة الكهربائية وبشكل رئيسي من إسرائيل فالضفة الغربية بكاملها تتزود من الشبكة القطرية الإسرائيلية في حين يتزود قطاع غزة من الشبكة الإسرائيلية جزئيا ومن محطة توليد كهرباء غزة. يبلغ الحمل الاقصى المسجل والتقديري لكامل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة 675 م.وات منها في 435 م. وات في الضفة الغربية تقريبا (يصعب حصره بدقة لأن الأحمال الكهربائية مبعثرة ولا ترتبط بمنظومة كهربائية واحدة), حيث بلغت نسبة النمو للحمل الأقصى هذا العام حوالي 4.5% ونسبة 10% من الطاقة الكهربائية والتي من المتوقع أن ترتفع حال تحسن الظروف المحيطة وتعود الحياة لتدب في اقتصاد هذا البلد ليصل الحمل الأقصى إلى ما كان عليه قبل عام 2002 ونسبة نمو حوالي 10%. إن نسبة 88% تقريبا من هذه القدرة يتم سحبه الآن من الشبكة القطرية الاسرائيلية والباقي يولد محليا بسبب الأحداث التي مرت على قطاع غزة خلال هذا العام والتي أدت لتوقف كامل محطة التوليد عن العمل، والتي كانت سببا لربط الأجزاء الجنوبية من قطاع غزة مع شبكة الكهرباء المصرية وبقدرة كهربائية متواضعة. لقد بدأت تلك المحطة باستعادة عافيتها جزئيا بتشغيل ما تم توفيره من محولات ومن المتوقع تشغيل كامل محطة التوليد في الاسابيع القليلة القادمة.

هذا وبلغ عدد المشتركين في فلسطين حوالي ( 500,000 ) مشترك وبنسبة نمو 3.5% وتبلغ نسبة المنتفعين بالكهرباء من إجمالي عدد السكان حوالي 95% ولكن من يصلهم التيار على مدار الساعة من هذه النسبة تصل لحوالي 90%.

إن الوضع الكهربائي في كل من الضفة وغزة بحاجة لإعادة تقييم فهناك احتكار في التزويد في مناطق الضفة الغربية لإنعدام التوليد ولا توجد منافسة سيما وأن أسعار الكهرباء في فلسطين من أعلى الأسعار في المنطقة عدا عن أن الاسعار مختلفة من شركة إلى أخرى ومن بلدية إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى وقد تصل بحدها الادنى إلى 15 سنت للوحدة الواحدة هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن نظام التوزيع الكهربائي ضعيف حيث تصل نسبة الفاقد لحوالي 24% وهي من أكبر النسب في أنظمة التوزيع في المنطقة.

إن من دعائم بناء الدولة توفير مصادر الطاقة اللازمة لدفع عجلة الاقتصاد ومنها الكهرباء والبترول والغاز وتشجيع الاستثمار في قطاع الطاقة وخلق الأطر المؤسسية لبناء هذا القطاع.

إن من الأهمية بمكان وضع الخطط اللازمة للبدء ببناء محطات للتوليد في الضفة على غرار محطة غزة بمشاركة القطاع الخاص وخلق بنية لإنشاء شبكة نقل كهربائي وطني والتي نفتقر لها في الضفة الغربية لأن كامل شبكة النقل على الجهد العالي 161 ك. ف مملوكة للشركة القطرية الإسرائيلية وكذلك البدء ببناء محطات التحويل الرئيسة اللازمة لذلك، كما ويجب البحث عن مصادر تمويل خارجية وإتاحة الفرصة لمساهمة القطاع الخاص وتطوير مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة للاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى جوار محطات التوليد الرئيسية للمساهمة في احتياجات البلد من الطاقة في ظل ارتفاع كلفة التوليد واحتياجاته من النفط والغاز.

إن باكورة الربط مع الجوار كان ربط الشبكة الأردنية مع شبكة شركة كهرباء القدس وحصرا على منطقة أريحا بقدرة متواضعة.

إن وضع الخطط اللازمة لربط فلسطين بالربط الكهربائي العربي بدءاً من الأردن من جهة الضفة ومصر من جهة غزة بات أمرا حتميا لما في ذلك من أهمية لخلق البدائل من مصادر التزويد وكسر الاحتكار وإدامة الكهرباء علما بأن التفكير بهذا المشروع والدراسات المعدة له كان عام 1999 عند توقيع اتفاقية الربط الرباعي بين فلسطين والأردن ومصر وإسرائيل, فالمشاركة بمنظومة الربط العربي السباعية العاملة ذات جدوى.

إن هذه الجدوى ليست في إدامة التيار والتزود بنوعية مقبولة عالميا فقط بل فإن الاسعار ستكون على المستهلك أقل وسيتم توفير ما يمكن إنفاقه على التوسع في التوليد مستقبلا والمكلف أصلا خارج الحمل الأساسي للبلد واللازم توفيره منها وسيتم حصر الطاقة المشتراه والموزعة والضائعة وبالتالي الإنفاق في المجالات التي تستحق الإنفاق لتعزيز الشبكات وتقليل الضائع ورفع كفاءة النظام. إن المشاركة في منظومة الربط العربي يتزامن مع بناء الدولة, تلك المنظومة التي تضم كل من الأردن ومصر والعراق وليبيا وسوريا ولبنان وتركيا والتي تشكل نواة ربط دول المشرق العربي بدول المغرب العربي وربط الدول العربية بأوروبا عبر الربط السوري التركي والربط المغربي الإسباني.

المهندس عبد الرؤوف الشيخ